السيارات الكهربائية تنتشر بمواصفات خرافية وغياب مستقبل السيارات التي تعمل بالبنزين
مستقبل سيارات التشغيل بالبنزين في عصر السيارات الكهربائية

في ظل الهجوم الكبير على السيارات الكهربائية في العالم الغربي، تطرح التساؤلات حول مصير السيارات التي تعمل بالبنزين، فما الذي سيحدث لهذه السيارات وأين ستجد وجهتها المستقبلية؟ تزايد الاهتمام بالسيارات الكهربائية في الدول الغنية يدفع إلى زيادة تدفق السيارات المستعملة إلى موانئ غرب إفريقيا.

وتنشط الدول الغنية في توجيه المستهلكين نحو السيارات الكهربائية بهدف تقليل التلوث الناجم عن زيادة درجة حرارة الأرض. لكن هذا لا يعني ضياع سيارات البنزين بشكل كامل.

سيارات التشغيل بالبنزين: ماذا سيحدث عندما يعشق الغرب السيارات الكهربائية؟

الوجهة المقبلة لهذه السيارات ستكون البلدان النامية في غرب إفريقيا، حيث يشهد الطلب على السيارات المستعملة زيادة مع تزايد عدد السكان، وتشير التوقعات إلى أن هذا الاتجاه سيسفر عن نقل المشاكل البيئية والمناخية إلى البلدان الأكثر عرضة لأزمة المناخ، مما يعرقل الجهود المبذولة للحد من التلوث وارتفاع درجة حرارة الأرض.

فقد شهد سوق السيارات المستعملة العالمية زيادة كبيرة في الطلب على هذه السيارات بنسبة تقدر بحوالي 20٪ بين عامي 2015 و 2019، حيث تم تصدير أكثر من 4.8 مليون وحدة.

وفقًا لروب دي يونج، مسؤول برنامج الأمم المتحدة للبيئة، شهدت صادرات السيارات المستعملة تراجعًا طفيفًا في عام 2020 بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، لكن الأرقام تشير الآن إلى ارتفاع سريع في الصادرات.

وتشير بيانات برنامج الأمم المتحدة للبيئة إلى أن الولايات المتحدة تصدر حوالي 18٪ من إجمالي السيارات المستعملة في العالم، ويتم شحن هذه السيارات إلى العديد من الدول، بما في ذلك الشرق الأوسط وأمريكا الوسطى، بالإضافة إلى نيجيريا وبنين وغانا.

تأثير انتشار السيارات الكهربائية على سوق الوقود وسيارات التشغيل بالبنزين

تتضمن تلك السيارات بعض المركبات التي تعرضت لحوادث أو غمرت في الماء، وكذلك المركبات القديمة التي يتم بيع قطع غيارها في المزادات، وتشمل أخرى السيارات المستعملة التي يسعى تجار السيارات في الولايات المتحدة إلى شرائها بأسعار معقولة جدًا.

يؤكد ديمتري شبارشين، مدير التسويق في شركة “ويست كوست” لشحن السيارات، أن العديد من تلك السيارات هي سيارات هيونداي وتويوتا، حيث يتم شحن معظم السيارات الاقتصادية إلى تلك الدول.

وفي الدول الإفريقية الكبرى مثل كينيا ونيجيريا، تعتمد أكثر من 90٪ من السيارات والشاحنات على الواردات. وفي كينيا، يتضاعف عدد السيارات كل ثماني سنوات.

سيارات التشغيل بالبنزين في ظل الانتشار المتزايد للسيارات الكهربائية

وفي هذا السياق، يطمح المواطن ركيب يايا في جمهورية بنين الإفريقية لشراء سيارة تحل محل الدراجة النارية التي يستخدمها حاليًا، وذلك بسعر معقول نسبيًا. يقف يايا أمام سيارة فورد إسكيب 2008 التي تعرض للبيع بحوالي 4000 دولار، ويركز على إمكانية تحمل تكاليف السيارة وحالتها الفنية، بدلاً من التركيز على تاريخها.

ومن اللافت للنظر أن سيارة فورد تظهر في موقف سيارات كبير في مدينة كوتونو الساحلية بجمهورية غرب إفريقيا، وهذه الحالة ليست سوى مثال واحد على الملايين من السيارات المستعملة التي “تم تجاهلها” في اليابان وكوريا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث تجد طريقها إلى بنين، واحدة من أكبر دول العالم المستوردة للسيارات المستعملة في إفريقيا.

تشير تراب ابكي، الرئيس التنفيذي لشركة “أوتوتشيك أفريقيا”، وهي منصة تداول سيارات عبر الإنترنت، إلى أن هناك فئة صغيرة من الأفراد في تلك البلدان تزداد ثراءً وتستطيع شراء السيارات، وأول شيء يرغبون فيه هو امتلاك سيارة.

ومع ذلك، على عكس الولايات المتحدة، يواجه القليل من المشترين المحتملين في إفريقيا صعوبة في الحصول على تمويل، مما يجعل السيارات الجديدة خارج نطاق إمكانياتهم.

مستقبل سيارات التشغيل بالبنزين في عصر السيارات الكهربائية

من ناحيتهم، يتوقع الخبراء أن يزداد الطلب على السيارات المستعملة مع زيادة انتشار السيارات الكهربائية في الغرب، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية، ستكون حوالي خمس سيارات من كل عشر سيارات تباع في العالم هذا العام سيارات كهربائية، بالمقارنة مع أقل من 5٪ في عام 2020.