دراما رمضان في السودان تحرّك الجمود وتكسّر حاجز الخوف والصمت
دروب العودة يعرض في شهر رمضان داخل دراما رمضان في السودان

دراما رمضان ، عند البحث عن معلومات حول المسلسلات السودانية الرمضانية، نجد أنها شهدت نشاطا كبيرا خلال الأشهر القليلة الماضية، وذلك بفضل إنتاج العديد من الأعمال الدرامية الجديدة التي تطرقت إلى قضايا مجتمعية مثيرة للجدل في السودان.

بعد أن كان قطاع الدراما في السودان يعاني لسنوات من القيود والتحديات، فإنه يبدو الآن أنه يعيش فترة حيوية جديدة، حيث يتم إنتاج العديد من المسلسلات الجديدة التي تلقى إستحسان الجمهور، وتتميز بالجودة والإبداع.

ومن بين هذه الأعمال الدرامية الرمضانية الجديدة التي تحظى بإهتمام واسع في السودان، يأتي مسلسل “سكة ضياع” الذي عرض في الموسم الرمضاني الماضي، والذي ناقش العديد من القضايا المجتمعية المهمة التي تعاني منها المجتمع السوداني.

ويعود سبب هذه الحالة الحيوية للدراما السودانية في رمضان، إلى إنتاج المزيد من الأعمال الجديدة التي تطرح قضايا مجتمعية جديدة ومثيرة للجدل، بالإضافة إلى تحسين جودة الإنتاج وتقنيات التصوير والإخراج.

ومن الجدير بالذكر أن قطاع الدراما في السودان كان يعاني لسنوات من القيود والتحديات المختلفة، مما أدى إلى تراجع نوعية الإنتاجات وتقلص الإهتمام بها، ولكن مع دخول اليوم الأول من شهر رمضان، يتم الآن إنتاج المزيد من الأعمال الدرامية الجديدة التي تحمل رسائل مجتمعية مهمة، وتتميز بالإبداع والجودة.

فاتحة شهية عبر دراما رمضان في السودان

تعد الدراما السودانية في شهر رمضان الحالي بمثابة دفعة معنوية للمتابعين، حيث تم عرض عدة مسلسلات درامية بعناوين متنوعة، مثل مسلسل “دروب العودة” و”قشر موز” و”أولاد إبراهيم” و”الستات” وغيرها من الأعمال الدرامية التي تشهد اهتماما كبيرا من المنتجين.

ويرى متابعو الدراما السودانية أن هذا الاهتمام جاء نتيجة لنجاح مسلسل “سكة ضياع” الذي عرض في العام الماضي وحقق نجاحا كبيرا، مما دفع المنتجين إلى تقديم أعمال جديدة وتحديث نوعية الإنتاج الدرامي في السودان.

على مدى السنوات الماضية، واجهت الدراما السودانية العديد من التحديات والمشاكل، مثل عدم اعتماد الدولة عليها كوسيلة فعالة لمناقشة قضايا المجتمع ومعالجة اختلالاته، مما أدى إلى تراجع الإنتاج الدرامي وتحول بعض الأعمال الدرامية إلى قالب كوميدي قصير.

ومع ذلك، يعتبر عرض عدد كبير من الأعمال الدرامية في شهر رمضان الحالي إشارة إيجابية لتطور الدراما السودانية وتحسين جودة الإنتاج وزيادة الاهتمام بالمواضيع الاجتماعية والثقافية والتاريخية التي تهم المجتمع السوداني.

أداة تغيير وأنتقاد في هذا الشهر الكريم

يشير الناقد والباحث الفني الزبير سعيد إلى أن الدراما في السودان واجهت عدة معوقات وتحديات، منها إهمال الحكومات والأنظمة المختلفة لها وعدم الإيمان بدورها. ويؤكد سعيد على أهمية دعم الدولة للدراما، نظرًا لأنها تساهم في حل الكثير من القضايا الاجتماعية في المجتمع.

ويضيف سعيد أن التنافس الحالي في الدراما السودانية يأتي في إطار محاولة استغلال فرص المشاهدة العالية التي يوفرها الشهر الكريم من خلال إنتاج أعمال درامية جديدة، كما يحدث في بلدان أخرى. ويأمل سعيد في أن يشهد المستقبل تطورًا في صناعة الدراما في السودان، وأن يتمكن الدراميون من تقديم أعمال درامية ذات جودة عالية ومحتوى هادف ومثير للاهتمام.

تدمير ممنهج للشعب السوداني

تتبنى وزارة الثقافة الاتحادية في السودان وجهة نظر تختلف عن الناقد الفني السابق، إذ ترى أن الصعوبات التي تعانيها الدراما السودانية نتيجة سياسات تهدف إلى تدمير هذا القطاع.

ويرى عبد الله حسب الرسول، مدير الإدارة العامة للفنون المسرحية بالوزارة، أن الحكومة أهملت هذا القطاع خلال العقود الثلاثة الماضية، وأن الدعم والتمويل اقتصر على أشخاص معينين أو أعمال درامية موجهة فقط. كما أن الجهات المختصة وضعت شروطًا تعجيزية أمام المنتجين، مما أدى إلى تراجع هذا القطاع في السودان.

منصات بديلة خوفاً علي الشعب السوداني

تعاني الدراما في السودان من تحديات عديدة، أبرزها الخوف من الخسائر المالية جراء تراجع الرعايات والإعلانات في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة. ولأن معظم القنوات التلفزيونية في البلاد تحجم عن دعم إنتاج الأعمال الدرامية، لجأ العديد من المنتجين إلى استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لعرض أعمالهم.

وعلى الجانب الآخر، يبدي بعض رجال الأعمال رغبة في تمويل الأعمال الدرامية بغرض تحقيق فوائد أخرى. ويشير جلال حامد، أحد رجال الأعمال، إلى أنه يتمسك بتمويل الدراما رغم ضعف العائد المالي، بسبب الفوائد الأخرى التي يمكن أن تحققها هذه الأعمال.

تحدي الإقناع وعمليات التمويل

تواجه الدراما في السودان العديد من التحديات، حيث يتضمن ذلك تراجع الرعايات والإعلانات نتيجة الأوضاع الاقتصادية الراهنة، وتعتبر القنوات التلفزيونية العاملة في البلاد قليلة ولا تستطيع دعم إنتاج الأعمال الدرامية، مما دفع منتجين للجوء إلى المنصات الرقمية للتمويل.

وعلى الرغم من تلك العقبات، يتمنى بعض رجال الأعمال تمويل الأعمال الدرامية بمختلف الأشكال، حيث يعتبرون أن هذه الأعمال تحمل فوائد أخرى غير المادية. وبينما تواجه الدراما السودانية منافسة من الأعمال الدرامية العربية، يجب عليها إقناع المتلقي بأدوار ومضامين الأعمال الدرامية السودانية.

وبالرغم من ذلك، يعاني الجمهور السوداني من عدم القناعة بالممثل السوداني والعمل الدرامي الذي يؤديه، حيث يفضل بعضهم المشاهدة للأعمال الدرامية العربية بسبب جودة الإنتاج والمحتوى. ومع ذلك، فإن هناك أعمال درامية سودانية تستحق المشاهدة، وتهتم بالقضايا الاجتماعية والواقعية، وتستخدم الفن بشكل رصين.

وفي ظل انتشار البث الرقمي، ازدادت اهتمامات الجمهور بالأعمال الكوميدية، التي تنتجها شركات صغيرة، وتركز فقط على إضحاك المشاهدين، دون أن تتناول قضايا اجتماعية مهمة. ومع ذلك، تظهر بعض الأعمال الدرامية الجديدة التي تعالج بشكل فني رصيني بعض القضايا الاجتماعية والواقعية، وتجد اهتمامًا كبير