دراسة جديدة : عادوا من شفا الموت .. ما حدث لهم قد يصدمك!
دراسة جديدة

كما تابع الباحثون المشاركين في دراسة جديدة لمدة 12 شهرًا ، حيث تم تقييمهم باستخدام مقاييس مختلفة للصحة النفسية والجسدية وجودة الحياة.

وجد الباحثون أن المرضى الذين عادوا من حافة الموت لم يكونوا متماثلين تمامًا بعد عام من تجربتهم ، وأن لديهم مجموعة متنوعة من الآثار النفسية والجسدية. على سبيل المثال ، تبين أن المرضى الذين عانوا من تجربة قريبة من الموت كانوا أكثر عرضة للألم المزمن والقلق والاكتئاب والإعاقة البدنية.

وعلى الرغم من ذلك ، فإن الدراسة تشير إلى أن بعض المرضى الذين عادوا من حافة الموت تمكنوا من التكيف والتغلب على هذه الآثار السلبية بشكل جزئي أو كلي. وبالتالي ، يعتقد الباحثون أنه ينبغي على المهنيين الصحيين التركيز على دعم هؤلاء المرضى في تجاوز الآثار السلبية لتجربتهم قريبة من الموت وتحقيق الشفاء النفسي والجسدي الكامل.

علاوة على ذلك ، يشير الباحثون إلى أن هذه الدراسة هي دراسة أولية وأنها تتطلب المزيد من البحوث لتأكيد النتائج وتحديد العوامل التي تساعد على التكيف مع تجربة قريبة من الموت. ومع ذلك ، فإن هذه الدراسة مهمة لأنها توضح أن تجربة الاقتراب من الموت ليست تجربة متماثلة للجميع وأنه يجب على المهنيين الصحيين أن يكونوا على دراية بالآثار المحتملة لهذه التجارب ويعملوا على دعم المرضى في تجاوزها.

أعراض الفصام

وجد الباحثون أن الأشخاص الذين عانوا من تجربة الاقتراب من الموت كانوا أكثر عرضة للإصابة بأعراض الفصام بشكل يذكر بعد عام واحد من التجربة. وكانت هذه الأعراض تشمل الشعور بالانفصال عن النفس ، والشعور بعدم اليقين بشأن الهوية الشخصية ، والشعور بالتشوش والتعب العقلي ، والاضطرابات النفسية الأخرى.

وعلاوة على ذلك ، فإن البحث أظهر أن الأشخاص الذين عانوا من تجربة الاقتراب من الموت كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق ، وكانوا يشعرون بمستويات أقل من الرفاهية الروحية والشخصية.

تشير هذه النتائج إلى أن تجربة الاقتراب من الموت يمكن أن تترك آثاراً سلبية على الصحة النفسية والجسدية للأشخاص الذين يعيشونها. وبالتالي ، يوصي الباحثون بضرورة توفير الدعم النفسي والعلاج اللازم للأشخاص الذين يعانون من هذه الآثار بعد تجربة الاقتراب من الموت ، وذلك لتحسين جودة حياتهم وتقليل تأثير هذه التجربة الصعبة عليهم.

دراسة جديدة : عدم الاهتمام بجودة الحياة

لاحظ الباحثون بعد ذلك الفترة الزمنية، عدم وجود ارتباط كبير بين جودة الحياة وتجارب الاقتراب من الموت على الرغم من أنه يُبلَّغ عن تلك التجارب عادةً بأنها تحويلية وربما مرتبطة بالعواطف السلبية.

وقد وجد الدكتور بروس جريسون، الذي طوَّر مقياس تجربة الاقتراب من الموت الذي استخدمه الباحثون في الدراسة، أن 10 إلى 20 في المائة من الأشخاص الذين توقفت قلوبهم عانوا من الشعور بالاقتراب من الموت.

ويعرِّف جرايسون تجارب الاقتراب من الموت بأنها تجارب حية بشكل مكثف، وغالبًا ما تغير الحياة، وتحدث في ظل ظروف فسيولوجية قاسية مثل الصدمات التي تهدد الحياة، أو السكتة القلبية، أو التخدير العميق.

ويشدد الباحثون على أن هذه الدراسة هي دراسة أولية وأنها تحتاج إلى المزيد من البحوث لتحديد الآثار المحتملة لتجربة الاقتراب من الموت على الصحة النفسية والجسدية للأشخاص ، وكذلك لتحديد العوامل التي تساعد على التكيف والتعافي من هذه التجربة.

وبالإضافة إلى ذلك ، يوصي الباحثون بأن يكون للمهنيين الصحيين دور هام في دعم المرضى الذين يعانون من تجربة الاقتراب من الموت ، وذلك عن طريق توفير الدعم النفسي والعلاج اللازم وتوجيههم نحو المصادر المناسبة للمساعدة في تحسين جودة حياتهم.

وفي النهاية ، يجب على المجتمع بأكمله أن يفهم أن تجربة الاقتراب من الموت هي تجربة صعبة ومؤلمة ، وأن الأشخاص الذين يعيشونها يحتاجون إلى الدعم والتعاطف والفهم. ويجب أن يتم توفير الدعم اللازم لهم للتعافي والعودة إلى الحياة الطبيعية بعد هذه التجربة الصعبة.