تم الاتفاق بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة خمسة أيام إضافية، بدأت الهدنة في المساء وحظيت بترحيب من الجانب الأميركي والسعودي، يأتي هذا الاتفاق بعد أن أشارت الوسيطان الدوليان، وهما المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، إلى استنفاد صبرهما في ضوء استمرار انتهاكات الهدنة.
تم الإعلان عن تمديد وقف إطلاق النار في بيان مشترك صادر عن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتم التأكيد على أن التمديد سيتيح الفرصة لزيادة المساعدة الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية، بالإضافة إلى مناقشة إمكانية تمديد الهدنة على المدى البعيد.
الاشتباكات المستمرة ودور الهدنة
رُصِدت اشتباكات عنيفة في أجزاء من الخرطوم قبل تمديد الهدنة. استمرت الاشتباكات من الأحد وحتى أمس الإثنين في جنوب وغرب أم درمان، وهي إحدى المدن الثلاث التي تشكل ولاية الخرطوم، أفاد سكان في جنوب العاصمة، على الضفة الأخرى لنهر النيل، بوقوع اشتباكات في وقت متأخر من مساء الأحد.
يعود سبب الصراع الحاصل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى الصراع على السلطة الذي اندلع في منتصف أبريل الماضي وتسبب في مقتل المئات ونزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص.
السعودية وأمريكا يرحبان بإتفاق الجيش وقوات الدعم السريع بتمديد الهدنة في السودان
أكدت السعودية والولايات المتحدة يوم الأحد أن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع انتهكا الهدنة مرارًا وعرقلا وصول المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية، على الرغم من مراقبة الهدنة عن بُعد من قبل البلدين، فقد طالبا بتمديدها، تضمن بيان صادر عن السعودية والولايات المتحدة أن الجانبين ملتزمان بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية للشعب السوداني، لكنهما أعربا عن استياءهما من التصعيد الحاصل.
التداعيات الإنسانية والأمنية
أفاد تقرير مشترك صادر عن منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي أن هناك قلقًا متزايدًا بشأن توافر الغذاء في هايتي ومنطقة الساحل (بوركينا فاسو ومالي) والسودان، تشير التقارير إلى أن ذلك يعود إلى قيود الحركة واندلاع النزاعات في تلك المناطق، هذا وحذر التقرير من تداعيات الصراع الداخلي في السودان على الدول المجاورة.
استمرار الجهود للمساعدات الإنسانية
رغم وقف القتال المؤقت، ما زالت الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية تواجه تحديات في الحصول على الموافقات والضمانات الأمنية لتوصيل المساعدات وفِرق الإغاثة إلى الخرطوم والمناطق الأخرى المتضررة التي تحتاج إلى المساعدة.
الدور الدولي في الوقف الإنساني
يشدد البيان المشترك للمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة على الدور الهام للوساطة الدولية في تحقيق وقف إطلاق النار وتوفير المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية في السودان، تشير التصريحات الأخيرة إلى استعداد الدول المعنية للعمل على تمديد الهدنة والعمل المشترك لإنهاء الصراع وتحقيق الاستقرار في البلاد.
يبدو أن تمديد الهدنة في السودان لمدة خمسة أيام يوفر فرصة لتقديم المزيد من المساعدة الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية للشعب السوداني المتضرر، من المهم أن يتم تعزيز الجهود الدولية للوساطة والتفاوض بين الأطراف المتحاربة للتوصل إلى حل سياسي دائم يضمن الاستقرار والسلام في السودان ويحقق تطلعات الشعب السوداني في العيش بكرامة وأمان.