تعمل الإمارات حاليًا على استثمار صناعة السيارات الكهربائية بشكل جدي، وذلك بعد سنوات من التركيز على تصنيع المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري. تهدف الدولة الخليجية الثرية إلى استثمار ملايين الدولارات في إقامة مركز لتصنيع السيارات الكهربائية، بهدف إنتاج 500 ألف سيارة سنويًا بحلول عام 2030، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “الفاينانشال تايمز”.
تسعى الإمارات إلى تحقيق طموحاتها من خلال تطوير مصنع سيارات الكهربائية “سير”، الذي سيكون الركيزة الأساسية لخططها المستقبلية. من المخطط أن يتم طرح سيارات “سير” في السوق ابتداءً من عام 2025، بأسعار معقولة وجودة عالية، بالتعاون مع شركتي “فوكسكون” التايوانية للتكنولوجيا و”بي أن دبليو” اليابانية للسيارات.
تحول الإمارت إلى صناعة السيارات الكهربائية: خطوات جريئة نحو المستقبل
تعد صناعة السيارات الكهربائية من أهم الصناعات الناشئة في العصر الحالي، وتشهد دولة الإمارات العربية المتحدة تحولاً استراتيجياً نحو هذه الصناعة الواعدة. بقيادة مجموعة “إم جلوري القابضة”، تستعد الإمارات لأخذ خطوات جريئة نحو تطوير صناعة السيارات الكهربائية في البلاد، وتصبح منافساً قوياً على المستوى العالمي. في هذا المقال، سنستكشف التحول الذي تشهده الإمارات نحو صناعة السيارات الكهربائية والخطوات التي تم اتخاذها لتحقيق هذا الهدف الطموح.
إنشاء مصنع الدماني لصناعة السيارات الكهربائية: حيثُ بدأت مجموعة “إم جلوري” بإنشاء مصنع الدماني لصناعة السيارات الكهربائية في مدينة دبي الصناعية، والذي يُعتبر أول مصنع للسيارات الكهربائية في الشرق الأوسط وإفريقيا. وقد أطلقت الشركة أول سيارة كهربائية تحت اسم “الدماني DMV300″، حيث تم بيع 75 سيارة منها في السوق المحلي. تتميز سيارات “الدماني” بجودتها العالية والمواصفات المطابقة للمعايير الأوروبية والإماراتية.
توقيع عقود لتصدير السيارات الكهربائية: فقد أعلنت ماجدة العزعزي، رئيس مجلس مجموعة “إم جلوري”، عن توقيع عدد من العقود لتصدير 5800 سيارة كهربائية إلى أسواق منطقة الشرق الأوسط .
الإمارات تستثمر في صناعة السيارات الكهربائية بخطوات جريئة
تعتبر صناعة السيارات الكهربائية من أهم القطاعات الناشئة في العالم، وتلقى اهتمامًا كبيرًا بسبب دورها في الحد من التلوث وتعزيز الاستدامة البيئية. وفي هذا السياق، تقوم دولة الإمارات العربية المتحدة بخطوات جريئة للاستثمار في صناعة السيارات الكهربائية، بهدف تعزيز مكانتها كمركز عالمي للتكنولوجيا والابتكار. في هذه المقالة، سنلقي نظرة على هذه الخطوات الجريئة التي تقوم بها الإمارات لدعم صناعة السيارات الكهربائية وتحقيق التقدم في هذا المجال المهم.
تشجيع الاستثمار في الصناعة المحلية:
تعمل الإمارات على توفير بيئة استثمارية مشجعة للشركات المحلية والعالمية في مجال صناعة السيارات الكهربائية. تقدم الحكومة مجموعة من الحوافز والمزايا المالية والضريبية للشركات التي تستثمر في هذا القطاع، مما يشجع على توطين التصنيع وتعزيز الابتكار وتوفير فرص عمل جديدة في هذا المجال.
الشراكات الاستراتيجية مع الشركات العالمية:
تسعى الإمارات لتعزيز التعاون مع الشركات العالمية الرائدة في مجال السيارات الكهربائية، من خلال إقامة شراكات استراتيجية وتبادل المعرفة والتكنولوجيا. من خلال هذه الشراكات، تهدف الإمارات إلى تعزيز قدراتها التصنيعية والابتكارية والوصول إلى أحدث التقنيات والمنتجات في تلك الصناعة الهامة للغاية.
المركبات الكهربائية.. خيار استراتيجي لقطاع نقل ذكي ومستدام
تعد دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة في مجال تطوير القطاع النقل الذكي والمستدام، حيث تولي أهمية كبيرة لهذا القطاع الذي يُعد واحدًا من أسرع المصادر في العالم للانبعاثات الكربونية. يلعب النقل المستدام دورًا حاسمًا في تقليل انبعاثات غازات الدفيئة وتحسين جودة الهواء، وتعزيز الاستدامة البيئية الشاملة.
التحديات الحالية لقطاع النقل وأهمية الاستدامة
مع استمرار التوسع العمراني وزيادة عدد السكان، ينبغي أن نعتمد تقنيات مستدامة وأكثر نظافة وكفاءة في التعامل مع تحديات قطاع النقل. وبما أن الاستدامة تُعتبر عاملًا مشتركًا بين جميع خطط التنمية في الإمارات، فإنها تُعتبر خيارًا استراتيجيًا وركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة.
تعزيز النقل المستدام: دور السيارات الكهربائية وتقنيات المستقبل
تُعتبر السيارات الكهربائية خيارًا استراتيجيًا يُسهم في تخفيض الانبعاثات في قطاع النقل، والذي يشهد تحولًا تقنيًا كبيرًا. تُعد هذه السيارات جزءًا من مستقبل النقل المستدام، وتُحظى بأهمية متزايدة نظرًا للتزام الإمارات بالاستثمار في الحلول المستدامة وفقًا لمبادرة الحياد المناخي 2050 .
تنطوي انتشار المركبات الكهربائية على فوائد بيئية هامة، حيث تساهم في الحد من انبعاثات الكربون وتحسين جودة الهواء. وتتوافق هذه الفوائد مع الأهداف الاستراتيجية للدورة الثامنة والعشرين من “كوب 28″، التي تستضيفها الإمارات في فترة تمتد من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر في مدينة إكسبو دبي. يهدف هذا المؤتمر إلى مناقشة وتعزيز الاستدامة في جميع القطاعات.
المركبات الكهربائية والحد من الانبعاثات الكربونية
تعتبر المركبات الكهربائية بديلاً مستدامًا للمركبات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري. حيث تعتمد المركبات الكهربائية على الطاقة الكهربائية التي يتم إنتاجها بشكل رئيسي من مصادر الطاقة المتجددة. وبالتالي، فإن استخدام المركبات الكهربائية يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيرها من الغازات الضارة التي تسهم في ظاهرة الاحتباس الحراري وتغير المناخ.
تحسين جودة الهواء والصحة العامة
بالإضافة إلى الحد من الانبعاثات الكربونية، تعمل المركبات الكهربائية على تحسين جودة الهواء المحيط. فالسيارات التقليدية تطلق عوادم تحتوي على ملوثات هوائية ضارة مثل الجسيمات الصلبة وأكاسيد النيتروجين.
مستقبل السيارات الكهربائية في الإمارات
يشهد القطاع النقل في الإمارات العربية المتحدة زيادة متسارعة في عدد السيارات الكهربائية والهجينة. يتجلى ذلك بشكل أكبر في أساطيل سيارات الأجرة التي تعمل على طرق الإمارات العديدة. كما يتزايد اقتناء السيارات الشخصية الكهربائية في السنوات الأخيرة. وقد ساهم قرار تحرير أسعار الوقود الذي صدر في عام 2015 في تعجيل هذه الزيادة.
تقود دولة الإمارات التغيير نحو مستقبل السيارات الكهربائية في المنطقة. ومنذ عام 2021، تمكنت من تحويل أكثر من 20% من أساطيل السيارات التابعة للجهات الحكومية إلى سيارات كهربائية.
وتشهد ثقافة قيادة السيارات الكهربائية انتشارًا واسعًا بين جميع فئات المجتمع الإماراتي، نظرًا لدورها الرئيسي في الحفاظ على البيئة وتقليل انبعاثات الكربون. بالإضافة إلى ذلك، فإن تكلفة شحن بطارية السيارات الكهربائية في الإمارات منخفضة، حيث يبلغ سعر الشحن حوالي 7.5 درهم للمسافة القصوى التي تصل إلى 400 كيلومتر، باستخدام أجهزة الشحن المنزلية.
المستقبل الواعد للنقل الكهربائي في الإمارات
تتبنى الإمارات استراتيجية قوية لتعزيز استخدام السيارات الكهربائية وتوفير بيئة ملائمة لتحقيق الاستدامة.
محفزات إماراتية
تعمل السيارات الكهربائية على تخفيض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة تصل إلى 70٪ مقارنة بالسيارات التقليدية، مما يجعلها وسيلة نقل مستدامة تسهم في تحسين جودة الهواء من خلال تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تقلل من التلوث الضوضائي نتيجة لصوتها الأقل وتتطلب تكاليف صيانة أقل. وتستهلك كميات أقل من السوائل الضارة للبيئة مثل زيت المحرك والسوائل المبردة.
وعلى الرغم من أن السيارتين العادية والكهربائية تحتاجان إلى تغيير البطارية في وقت مناسب، إلا أن التخلص من بطارية السيارة الكهربائية يكون أقل تلويثًا بالمقارنة مع السيارة التقليدية.
وقد قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة العديد من الحوافز التي تشجع الأفراد على استخدام السيارات الكهربائية ووسائل النقل المستدامة التي تستهلك كمية أقل من الطاقة سنويًا. وذلك من أجل تعزيز بيئة مستدامة تتميز بجودة الهواء والحفاظ على الموارد الطبيعية وزيادة الاعتماد على الطاقة النظيفة وتنفيذ التنمية الخضراء. وهذا يهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز مكانة الإمارات كنموذج يُحتذى به عالميًا في مجال الاقتصاد الأخضر.
توطين الصناعة في الإمارات
تشهد دولة الإمارات تطورًا كبيرًا في مجال السيارات الكهربائية، حيث تم افتتاح مصنع الدماني لتصنيع السيارات الكهربائية في مدينة دبي الصناعية. يُعتبر هذا المصنع الأول من نوعه في الإمارات ويعود إلى مجموعة “إم جلوري القابضة” التابعة لمجموعة تيكوم.
بالإضافة إلى ذلك، وقعت كيزاد، التابعة لمجموعة موانئ أبوظبي، اتفاقية تأجير مع شركة “إن دبليو تي إن” في سبتمبر 2022 لإنشاء منشأة لتجميع السيارات الكهربائية في إمارة أبوظبي، بهدف تلبية الطلب المتزايد على وسائل النقل المستدامة.
تضم هذه المنشأة منطقة مخصصة لتصنيع واختبار السيارات وتوفير الخدمات اللوجستية ذات الصلة، وتمتد على مساحة 25 ألف متر مربع. وتتوقع المنشأة إنتاج ما بين 5 إلى 10 آلاف سيارة كهربائية سنويًا في المرحلة الأولى، وتخطط لرفع الطاقة الإنتاجية في المرحلة الثانية إلى 50 ألف سيارة سنويًا.
تعتبر الإمارات من الدول الرائدة في مجال البنية التحتية والتكنولوجيا المتطورة، مما يجعلها قادرة على توفير عدد كبير من محطات شحن السيارات الكهربائية. وتعمل الدولة حاليًا على جلب شركات جديدة توفر أجهزة شحن متطورة تستطيع شحن السيارة بالكامل في فترة تتراوح بين 15 إلى 20 دقيقة، مما يشجع فئات جديدة على اقتناء السيارات الصديقة للبيئة.
محفزات حكومية
تهدف هيئة كهرباء ومياه دبي إلى تعزيز استخدام السيارات الكهربائية والهجينة في دبي من خلال إطلاق موقع إلكتروني مخصص يسمى “مجتمع السيارات الكهربائية في دبي”. يهدف هذا الموقع إلى تعزيز الوعي وزيادة استخدام السيارات الكهربائية من خلال توفير أحدث المعلومات والتطورات المتعلقة بهذه السيارات في دبي.
يقدم الموقع أحدث المعلومات حول الاستراتيجيات الحكومية والأهداف والمحفزات واللوائح المتعلقة بالسيارات الكهربائية. كما يغطي أحدث طرازات السيارات الكهربائية المتوفرة في الإمارات ومعايير محطات الشحن والتركيبات والمواقع المتاحة. بالإضافة إلى ذلك، يقدم معلومات حول خطط التأمين المتاحة وقروض السيارات الخضراء التي تساعد في شراء السيارات الكهربائية.
وتستعد دولة الإمارات للمستقبل وتسعى لتحقيق النقل الأخضر والاستدامة في هذا القطاع. في هذا السياق، تعاونت “بيئة لإعادة التدوير” مع وزارة الطاقة والبنية التحتية والجامعة الأمريكية في الشارقة لاستكشاف إمكانية إنشاء أول مصنع لإعادة تدوير بطاريات المركبات الكهربائية المنتهية الصلاحية. تهدف هذه الخطوة إلى دعم جهود الإمارات في تحقيق الحياد الكربوني وتحقيق النمو المستدام الخالي من النفايات في سوق السيارات الكهربائية، وتتوافق مع برامج الاستدامة على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي.
شركة إماراتية تصدّر5800 سيارة كهربائية خلال 3 سنوات
من جانبها فقد توقعت ماجدة العزعزي، رئيس مجلس مجموعة “إم جلوري” الإماراتية، ورئيسة مجلس إدارة شركة الدماني لتصنيع السيارات الكهربائية، توقيع عدد من العقود لتصدير 5800 سيارة كهربائية في أسواق منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث المقبلة.
مصنع الدماني يطلق سيارته الكهربائية الأولى DMV300
بدأ مصنع الدماني لصناعة السيارات الكهربائية، والموجود في مدينة دبي الصناعية، الإنتاج الرسمي لأول سيارة كهربائية له تحت اسم “الدماني DMV300”. وفقًا لصحيفة البيان، تمكَّن المصنع من بيع 75 سيارة في السوق المحلية.
خطط المصنع لإنتاج سيارات كهربائية أخرى
تخطط شركة الدماني لإطلاق نماذج أخرى من السيارات الكهربائية في السوق المحلية قريبًا، بما في ذلك سيارة “الدماني DMV250”.
مواصفات سيارة الدماني الفريدة
تتميز سيارة “الدماني” عن غيرها من السيارات الكهربائية المتاحة في السوق المحلية بمواصفاتها العالية الجودة، والتي تتوافق مع المعايير الأوروبية والإماراتية أيضًا.
إم جلوري تبني أول مدينة صناعية للسيارات الكهربائية
في العام الماضي، وضعت مجموعة “إم جلوري القابضة” الأساس لأول مدينة صناعية مخصصة للسيارات الكهربائية في الدولة ومنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
استدامة وتكنولوجيا حديثة في مدينة السيارات الكهربائية
تهدف مجموعة “إم جلوري القابضة” إلى بناء المدينة الصناعية باستخدام أحدث التقنيات المستدامة فيما يتعلق بمصادر المواد ونظام إعادة التدوير. بالإضافة إلى ذلك، تعتزم المجموعة استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة مثل هندسة الروبوتات والذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء في مختلف مراحل عملية التصنيع مثل خطوط اللحام وعمليات الصبغ والتجميع النهائي.
تصدير السيارات إلى الشرق الأوسط وإفريقيا
سيتم تصدير السيارات الكهربائية المنتجة في هذه المدينة إلى مختلف أسواق الشرق الأوسط وإفريقيا. وبذلك، ستسهم هذه المدينة بشكل كبير في تعزيز الاستراتيجية الوطنية لدولة الإمارات في تقليل الانبعاثات الكربونية والاحتباس الحراري وتعزيز المستدامة.
“إم جلوري القابضة” ودورها البيئي
أسست مجموعة “إم جلوري القابضة” في عام 2020 بهدف تجميع جميع الشركات التابعة لها والتي تعمل في مجال التكنولوجيا الحديثة والاستدامة. وقد قامت المجموعة بتحويل أعمالها إلى أعمال مستدامة وصديقة للبيئة، معتزمةً بدور رجال الأعمال والسيدات في المحافظة على البيئة وتقليل الانبعاثات الكربونية، وتمهيد الطريق نحو مستقبل أفضل.