هل طريقة النقر على الكمبيوتر مؤشر علي مدى الإجهاد في العمل؟
طريقة النقر على الكمبيوتر مؤشر على مدى الإجهاد بالعمل

طريقة النقر على الكمبيوتر حيثُ تعتبر التكنولوجيا الحديثة، وخاصة استخدام الكمبيوتر، جزءًا أساسيًا من حياة العمل في العصر الحالي.

واستخدام الكمبيوتر يتطلب عمليات متكررة للنقر على الفأرة واستخدام لوحة المفاتيح. وقد لاحظ العديد من المتخصصين في مجال الصحة والعمل جدوى تحسين أساليب النقر على الكمبيوتر والتأثير المحتمل على مدى الإجهاد بالعمل.

وفي سياق متصل فقد أثبتت الدراسات العلمية أن طريقة النقر على الكمبيوتر يمكن أن تكون مؤشرًا على مدى الإجهاد بالعمل.

في هذا المقال، عبر صحيفة النصر سوف نستعرض طرقًا للنقر على الكمبيوتر وكيف يمكن أن تؤثر على مدى الإجهاد بالعمل، وسنقدم بعض النصائح والاقتراحات لتحسين الأداء وتقليل التأثير السلبي للإجهاد.

طريقة النقر على الكمبيوتر وَتأثير الكمبيوتر على العمل

في عصر التكنولوجيا الحديثة، أصبح استخدام الكمبيوتر جزءًا أساسيًا من حياة العمل في معظم المجالات. حيث يتطلب العديد من الأنشطة الوظيفية استخدام لوحة المفاتيح والفأرة لإجراء الأنشطة المختلفة على الكمبيوتر، مثل التصفح على الإنترنت، والتحرير، وإدخال البيانات، والاتصالات الرقمية. وفي ظل الاعتماد المتزايد على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في العمل، فإن تحسين طرق الاستخدام الصحيحة للكمبيوتر يمكن أن يكون له تأثير إيجابي على مدى الإجهاد بالعمل وزيادة الإنتاجية.

طرق النقر على الكمبيوتر وتأثيرها على مدى الإجهاد بالعمل

طريقة النقر السريعة

النقر السريع باستخدام زر الفأرة الأيمن أو الأيسر هو طريقة شائعة للنقر على الكمبيوتر. يتم ذلك عندما يقوم المستخدم بالنقر بسرعة وبدون تردد على الزر. ويمكن أن تؤثر طريقة النقر السريعة على مدى الإجهاد بالعمل بسبب الحركات السريعة والمتكررة للأصابع واليد، والتي قد تؤدي إلى توتر العضلات والإجهاد الجسدي والنفسي.

طريقة النقر الثقيلة

طريقة النقر الثقيلة تعتمد على الضغط القوي على زر الفأرة، وقد يكون ذلك بسبب استخدام ضغط زائد أو استخدام إصبع واحد فقط للنقر. وقد تؤدي هذه الطريقة إلى توتر العضلات وآلام اليد والمعصم والذراع، وتزيد من مدى الإجهاد بالعمل.

طريقة النقر المتكررة

تعتمد طريقة النقر المتكررة على النقر المستمر والسريع على زر الفأرة بشكل متكرر، مثل النقر المتكرر على زر التحديث أو زر الإرسال. قد تؤدي هذه الطريقة إلى إجهاد الأصابع واليد والمعصم، وتزيد من مدى الإجهاد بالعمل.

نصائح لتحسين طرق النقر على الكمبيوتر

  • استخدام طريقة النقر الطبيعية: يفضل استخدام طريقة النقر الطبيعية بحيث يكون الضغط على زر الفأرة معتدلاً دون استخدام ضغط قوي أو سرعة زائدة.
  • يفضل استخدام واجهة المستخدم التي تكون سهلة ومريحة للاستخدام وتقلل من عمليات النقر المتكررة.
  • يمكن أن تشمل ذلك استخدام أزرار كبيرة ومفهومة، وتنظيم القوائم والخيارات بشكل مناسب، واستخدام الاختصارات السريعة على لوحة المفاتيح لتقليل الحاجة إلى النقر على الفأرة بشكل متكرر.
  • استخدام تقنيات التحكم بالحركات: يمكن استخدام تقنيات التحكم بالحركات، مثل تقنية اللمس المتعدد، للتفاعل مع الكمبيوتر دون الحاجة إلى النقر على الفأرة بشكل كبير. فمثلاً يمكن استخدام التمرير باللمس أو التكبير/التصغير باللمس على لوحة اللمس للتنقل والتفاعل مع الواجهة بسهولة.
  • التوقف عن فترات منتظمة: من المهم أن يقوم المستخدم بالتوقف عن النقر والحركات المتكررة بين الحين والآخر للحد من الإجهاد الجسدي والنفسي. يمكن تنظيم فترات استراحة قصيرة لتمدد الأصابع والمعصم والذراع والعينين.
  • ضبط مستوى الفأرة ولوحة المفاتيح: يجب ضبط مستوى الفأرة ولوحة المفاتيح بطريقة مريحة ومناسبة للجسم ومقاسات اليد، لتقليل الإجهاد الجسدي أثناء الاستخدام الطويل للكمبيوتر.
  • ممارسة التمارين البسيطة: يمكن ممارسة التمارين البسيطة والتمددات العضلية بين الحين والآخر لتقوية العضلات وتحسين المرونة، وبالتالي الحد من التأثيرات السلبية لاستخدام الكمبيوتر على الجسم.

علي الجانب الأخر فقد أظهرت دراسة سويسرية أن الأشخاص الذين يعانون من الإجهاد يحركون مؤشر الفأرة بشكل أكثر تكرار وأقل دقة، ويغطون مسافات أطول على الشاشة.

وقد أشارت الدراسة إلى أن الإجهاد الجسدي والنفسي يمكن أن يؤثر على أداء استخدام الفأرة والتفاعل مع واجهة المستخدم على الكمبيوتر. لذلك، من الهام تطبيق التوجيهات السابقة والاهتمام براحة الجسم والعقل أثناء استخدام الكمبيوتر للحفاظ على أداء فعال ومريح وآمن على المدى الطويل.

من ناحية أخري أظهر باحثون سويسريون أن الطريقة التي ينقر بها الأشخاص على لوحة مفاتيح الكمبيوتر ويستخدمون فيها الفأرة قد تكون مؤشرًا أفضل لمدى الإجهاد من اعتماد معدل ضربات القلب.

وفي غضون ذلك فقد استخدم الباحثون بيانات جديدة وتعلمًا آليًا لوضع نموذج جديد يمكنه اكتشاف مستويات الإجهاد في العمل، بناءً على طريقة كتابة الأشخاص أو استخدامهم للفأرة. ويمكن أن يساعد هذا النموذج في تفادي الإجهاد المزمن في مكان العمل.

من جانبها فقد أشارت مارا ناجلين، عالمة الرياضيات ومعدة الدراسة، إلى أن طريقة الكتابة على لوحة المفاتيح وتحريك فأرة الكمبيوتر تبدو أكثر مؤشرات على مدى شعورنا بالتوتر في بيئة المكتب من معدل ضربات قلوبنا.

ولإجراء هذه الدراسة، قام الباحثون في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زوريخ بمراقبة 90 مشاركاً وهم يؤدون مهام مكتبية قريبة من الواقع في المختبر، مثل تخطيط المواعيد وتسجيل وتحليل البيانات.

وسجل الباحثون كيفية استخدام المشاركين لفأرة الكمبيوتر ولوحة المفاتيح، وقاموا بقياس معدل ضربات قلوبهم، وسألوا المشاركين بانتظام عن مدى شعورهم بالتوتر.

أظهرت دراسة قام بها باحثون في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زوريخ أن طريقة الكتابة على لوحة المفاتيح وتحريك فأرة الكمبيوتر قد تكون مؤشرات على مدى شعورنا بالتوتر في بيئة المكتب. وقد قام الباحثون بمراقبة 90 مشاركاً أثناء أداء مهام مكتبية في مختبر يشبه الواقع، مثل تخطيط المواعيد وتسجيل البيانات وتحليلها.

ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين شعروا بالإجهاد كانوا يحركون فأرة الكمبيوتر أو يستخدمون لوحة المفاتيح بشكل مختلف عن الأشخاص الذين كانوا مرتاحين تماماً خلال التجربة. وقد لاحظوا أن الأشخاص الذين عانوا من الإجهاد كانوا يحركون مؤشر الفأرة بشكل أكثر تكراراً وأقل دقة، وكانوا يغطون مسافات أطول على الشاشة.

وأشارت الدراسة أيضاً إلى أن الأشخاص الذين يشعرون بالتوتر في المكتب يرتكبون المزيد من الأخطاء أثناء الكتابة، ويميلون إلى الطباعة بشكل متقطع، مع فترات توقف قصيرة عدة. في حين أن الأشخاص المسترخين كانوا يلجؤون إلى فترات توقف أقل عدداً لكن لمدة أطول أثناء الكتابة.

تشير النتائج إلى أن طريقة استخدام لوحة المفاتيح وفأرة الكمبيوتر يمكن أن تكون مؤشراً على مدى التوتر والإجهاد في بيئة المكتب، ويمكن استخدام هذه المعرفة لاعتبارات تصميم البيئة العملية.

توجد علاقة بين الإجهاد وطريقة استخدام لوحة المفاتيح وفأرة الكمبيوتر يمكن تفسيرها من خلال ما يُعرف بنظرية الضوضاء العصبية الحركية.

وتشير عالمة النفس ياسمين كير، التي شاركت في إعداد الدراسة، إلى أن “المستويات المتزايدة من التوتر تؤثر سلباً على قدرة أدمغتنا على معالجة المعلومات، وهذا يؤثر أيضاً على مهاراتنا الحركية”.

وبناءً على ذلك، يمكن أن يكون الإجهاد عاملاً مؤثراً على طريقة استخدام لوحة المفاتيح وفأرة الكمبيوتر، حيث يمكن أن يتسبب في تحريك مؤشر الفأرة بشكل متكرر وغير دقيق، واستخدام لوحة المفاتيح بشكل متقطع ومع فترات توقف قصيرة عديدة عند الكتابة.

وعلى العكس من ذلك، يمكن أن يكون الأشخاص المسترخين أكثر دقة واستقراراً في استخدام لوحة المفاتيح وفأرة الكمبيوتر، حيث يلجؤون إلى فترات توقف أقل عدداً لكن لمدة أطول عند الكتابة.

أكد الباحثون أهمية اكتشاف الضغط المتزايد أثناء أداء الوظيفة، حيث يعاني واحد من كل ثلاثة موظفين في سويسرا من ضغوط في مكان العمل.

وأشاروا إلى أن الأشخاص المصابين غالبًا لا يدركون تدني موارد جسدهم وعقلهم حتى فوات الأوان.

وحاليًا يقوم الباحثون باختبار نموذج يعتمد على استخدام بيانات من موظفين سويسريين والتي تُسجل سلوكياتهم عبر لوحة المفاتيح أو فأرة الكمبيوتر، بالإضافة إلى معدل ضربات القلب أثناء عملهم باستخدام تطبيق مخصص.

ومن المتوقع أن تصدر نتائج التجربة في نهاية العام الحالي وفقًا لما ذكره المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا في زوريخ.