عاااجل.. ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة يستفز سفير المغرب.. والرد مفاجأة
ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة يستفز سفير المغرب

في إطار ممارسته العديد من حقوق الرد، قام السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، بالرد على التدخلات الاستفزازية والمغرضة للممثل الدائم للجزائر في الأمم المتحدة، عمار بن جامع، خلال المؤتمر السنوي للجنة الـ24 التابعة للأمم المتحدة.

تحدث السفير هلال عن إنهاء استعمار الصحراء المغربية بشكل نهائي منذ عام 1975، وذلك بموجب اتفاق مدريد الذي تم إيداعه لدى الأمين العام للأمم المتحدة وصادقت عليه الجمعية العامة الأممية في السنة ذاتها، وهو ما يعني أن الصحراء المغربية ليست مستعمرة، وإنما تعتبر جزءًا من الأراضي المغربية.

أعرب السفير هلال عن امتنان المملكة المغربية وتقديرها للأغلبية الساحقة من أعضاء لجنة الـ24 لدعمهم لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي، وأكد تزامن المغرب الحازم بهذه العملية من أجل التوصل إلى حل واقعي وعملي ودائم وتوافقي لهذا النزاع الإقليمي، وفقًا لقرارات مجلس الأمن، بما في ذلك القرار 2654.

استفزازات الممثل الجزائري ورد السفير هلال

في مواجهة التدخلات الاستفزازية للممثل الدائم للجزائر في الأمم المتحدة، رد السفير هلال بشكل حازم على الادعاءات المغرضة التي تنتهجها الجزائر بشأن الاستعمار في الصحراء المغربية، أكد أن الصحراء المغربية تعد قضية وحدة ترابية للمملكة، وأن إنهاء الاستعمار فيها تم بشكل نهائي منذ عام 1975.

تقرير المصير والوحدة الترابية

قام السفير هلال بتسليط الضوء على أهمية مفهومي تقرير المصير والوحدة الترابية، أكد أن مبدأ “الوحدة الترابية يسمو على تقرير المصير”، وأن تقرير المصير لا يعد مبدأً انتقائيًا يمكن ادعاءه على شعب معين ورفضه بالنسبة لشعوب أخرى، وأشار إلى أن الوحدة الترابية مبدأ قائم منذ وجود البشرية، ومنذ قيام الدول.

تطبيق القانون الدولي

أكد السفير هلال أن القانون الدولي يعد كونيا ويجب تطبيقه على الجميع، وأدان التأويل “المنحاز والإيديولوجي” لمبدأ تقرير المصير والقرار 1514، وأكد على أهمية احترام القرارات الأممية الأخرى المتعلقة بوحدة التراب الدول.

وأكد السفير هلال على التزام المغرب الحازم بالعملية السياسية الأممية ودعمه للمبعوث الشخصي للأمين العام، ستافان دي ميستورا، من أجل التوصل إلى حل واقعي وعملي ودائم وتوافقي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.

وفي رده على سؤال مغرض من الدبلوماسي الجزائري بشأن “العراقيل” التي تواجه التسوية السياسية لقضية الصحراء المغربية، أشار السفير هلال إلى أن المغرب يدعم بشكل دائم العملية السياسية والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ويوافق على قرارات مجلس الأمن.

وأكمل السفير المغربي، في رده على نظيره الجزائري، بوضع عدد من الأسئلة: “من يرفض رسمياً قرارات مجلس الأمن؟ من يرفض العودة إلى مسلسل الموائد المستديرة؟ من يعترض على إجراء تعداد لسكان مخيمات تندوف؟ من يسمح بتواجد جماعة انفصالية مسلحة ضد البلد المجاور على أراضيه؟ من ينكر مبدأ الحسن الجوار؟ ومن يرفض التسوية السلمية للنزاعات من خلال الحوار الذي دعا إليه ميثاق الأمم المتحدة؟”.

كما أعرب السفير هلال عن رغبته القوية في تسوية هذا النزاع الثنائي في إطار العملية السياسية للأمم المتحدة وبدعم من المجتمع الدولي، وأكد أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي تعتبر الحل الوحيد لهذا النزاع المصطنع، والذي سيمكن “إخواننا وأخواتنا من مخيمات تندوف” من العودة إلى وطنهم، المغرب.

وفي سياق آخر، أشار السفير إلى أنه لم يعد هناك حاجة لمناقشة قضية الصحراء المغربية في إطار لجنة الـ24، وأشار إلى أن مجلس الأمن لا يعتبرها قضية تصفية استعمار، ولكنها مسألة سلام وأمن، وفقًا للفصل السادس من ميثاق الأمم المتحدة، وأكد أن المادة 12 من الميثاق تحظر على الجمعية العامة وهيئاتها الفرعية التدخل في القضايا المدرجة على جدول أعمال مجلس الأمن، بما في ذلك قضية الصحراء المغربية.

وأشار الدبلوماسي المغربي أيضًا إلى أن قضية الصحراء المغربية هي نزاع سياسي يشمل الجزائر كطرف فيه، ولذلك تم ذكر الجزائر في عدة قرارات مجلس الأمن الأخيرة، وأكد أن تسوية هذا الخلاف ستتحقق عندما تشارك الجزائر في الموائد المستديرة بموجب القرار 2654، مع احترام الوحدة الترابية للمملكة.

وبالنسبة للتصريحات المقتوحة التي قدمها السفير الجزائري بشأن احترام المغرب لالتزاماته في حل هذا النزاع، أوضح السفير هلال أن المملكة تحترم دائمًا التزاماتها من أجل تسوية هذا النزاع عبر الحوار بين المغرب والجزائر.

وذكر أيضًا أن الملك محمد السادس حرص في العديد من المناسبات على اتباع سياسة التواصل والحوار مع الرئيس الجزائري لمناقشة جميع القضايا الثنائية بدون شروط، سواءً كانت تتعلق بالصحراء المغربية أو فتح الحدود التي تم إغلاقها لأكثر من ثلاثة عقود أو التعاون القطاعي.

وشدد على أن المغرب يتمسك بمبادئ النوايا الحسنة والسلام وحسن الجوار والأخوة، وأعرب عن أمله في تحقيق ذلك في المستقبل القريب.

وختم السفير المغربي حديثه بالتعبير عن أمله في تأسيس ديناميكية إيجابية بين البلدين، مشيرًا إلى أنه لن يكون هناك حلاً لهذا النزاع بدون مشاركة الجزائر كجار مشترك، وأنه يجب أن يتم التوصل إلى حل يحترم وحدة المملكة الترابية ويكون على أساس حسن الجوار، ومن ثم تحقيق حلم المغرب العربي في نهاية المطاف.