الحرب السودانية حيثُ تشهد السودان حالة من العنف والتوتر في الآونة الأخيرة، وتتزايد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على الرغم من الهدنة التي أعلنت مؤخراً، مما يثير قلق الدول الأجنبية الموجودة في البلاد.
ومن بين هذه الدول الغربية التي تحاول إجلاء رعاياها من السودان: الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وفي هذا الإطار، تجري مناقشات واتصالات بين هذه الدول والسلطات السودانية لتسهيل عملية إجلاء الرعايا.
في هذا المقال، سنلقي نظرة على الترتيبات الجارية لإجلاء رعايا هذه الدول، وسبب هذا الإجراء.
الحرب السودانية : الترتيبات الجارية لإجلاء رعايا الدول الغربية في السودان
تجري مناقشات واتصالات مكثفة بين الدول الغربية المذكورة والسلطات السودانية من أجل إجراء عملية إجلاء آمنة وناجحة لرعايا الدول المعنية. وقد أعربت هذه الدول عن قلقها إزاء الوضع الأمني في السودان، واستنجدت بحكوماتها لإجلاء مواطنيها من الخرطوم والمناطق الأخرى في البلاد.
التحضيرات اللوجستية لعملية الإجلاء
تجري التحضيرات اللوجستية لتنفيذ عملية إجلاء آمنة ومنظمة لرعايا الدول الغربية في السودان.
الاتصالات والمناقشات بين الدول الغربية والسودان
في الوقت نفسه، أكدت مصادر مطلعة داخل السودان أن الهدنة التي تم الإعلان عنها ستشمل إجلاء رعايا بعض الدول التي سبق لها ترتيبات لنقل رعاياها من الخرطوم.
جاء ذلك بعد أن أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن موافقتهما على وقف إطلاق النار لمدة ثلاثة أيام، وذلك بعد وساطة أمريكية، حتى يتمكن المواطنون السودانيون من الاحتفال بعيد الفطر.
وفي هذا السياق، أكدت المصادر أنه جاري البحث عن مطار ولائي بديل مؤقت في مدينة عطبرة، كبديل لمطار الخرطوم الذي أصبح مسرحًا للعمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بهدف تسهيل الرحلات الخارجية وعملية الإجلاء.
ومع ذلك، فإن عمليات القصف والاشتباكات ما زالت مستمرة في الخرطوم وأم درمان، كما امتدت إلى ولاية الجزيرة وسط الخرطوم للمرة الأولى منذ الإعلان عن الهدنة.
وذكر شهود عيان أن عمليات القصف ما زالت مستمرة وأن الأضرار كبيرة في المباني والممتلكات، وقد أسفرت الهجمات عن وفاة عدد كبير من المدنيين وإصابة آخرين بجروح خطيرة. كما تسببت الهجمات في نزوح الكثير من السكان المحليين من منازلهم، وتعرضهم لأوضاع إنسانية صعبة في ظل الصراع الدائر في المنطقة.
صرّح الجيش السوداني يوم أمس باتهام قوات الدعم السريع بخرق الهدنة التي أُعلِنَ عنها بين الطرفين، بدءًا من اليوم ولمدة ثلاثة أيام.
وذكر الجيش السوداني عددًا من الانتهاكات التي تعرضت لها قوات الدفاع الجوي، بما في ذلك هجوم على مقرها، واستهداف المباني المجاورة للقيادة العامة في وسط الخرطوم بشكل عشوائي، بالإضافة إلى وجود قوات الدعم السريع داخل المناطق السكنية في وسط وجنوب الخرطوم، واستخدامها المدنيين كدروع بشرية.