مركز محمد بن راشد للفضاء : الثلاثاء هو موعد هبوط “المستكشف راشد” على سطح القمر
مركز محمد بن راشد للفضاء

أعلن مركز محمد بن راشد للفضاء عن موعد هبوط المستكشف راشد على سطح القمر، حيث سيتم تنفيذ سبعة عمليات رئيسية في إطار مهمة المستكشف على مدار 10-12 يومًا من أيام الأرض. وتشمل هذه العمليات دراسة الصخور والجيولوجيا وتجربة المواد للحماية من تربة سطح القمر وجمع البيانات لتطوير تقنيات جديدة ودراسة الغبار والخصائص الحرارية والبلازما والتقاط حوالي 1000 صورة.

وأشار مدير المركز، سالم المري، إلى أن الهبوط على سطح القمر يشكل مخاطرة كبيرة بسبب بيئته الصعبة، حيث لا يوجد غلاف جوي أو احتكاك به، وسيعتمد المستكشف على استخدام أنظمة الدفع. وتم تحديد موعد بديل في حال حدوث أي تغييرات في ظروف التشغيل.

ويتضمن الإعلان أيضًا تفاصيل حول موقع المستكشف وارتفاعه في المدار، وعمليات التحضير والتحكم في المدار وتأكيد استعداد المستكشف للهبوط. وستساعد العمليات التحضيرية فريق المهمة على الاستعداد للعمليات التي ستتم بعد الهبوط على سطح القمر.

مركز محمد بن راشد للفضاء يحدد موعد هبوط “المستكشف راشد” على سطح القمر

ويشير الإعلان إلى أن المهمة تشمل مرحلتين، حيث تتضمن المرحلة الأولى مناورات لتحكم في مدار المستكشف قبل بدء تسلسل الهبوط، بينما تشمل المرحلة الثانية مناورات للتحكم في مدار المركبة الفضائية “هاكوتو- آر” التي تحمل المستكشف راشد وتأكيد استعداده للهبوط.

وتأتي هذه المهمة كجزء من جهود الإمارات للاستكشاف الفضائي وتطوير قطاع الفضاء، وتعد المستكشف راشد أول مركبة فضائية إماراتية تهبط على سطح القمر.

من المتوقع أن تستغرق المهمة حوالي 13 يومًا، حيث سيتم إرسال المستكشف راشد إلى القمر عبر صاروخ “فالكون 9” الذي يعمل بالوقود السائل، وسيتم التحكم في المستكشف من مركز التحكم في الأرض بالتعاون مع فريق الإمارات الموجود في اليابان.

من المقرر أن يجمع المستكشف راشد بيانات متعددة عن سطح القمر، بما في ذلك الحرارة والرطوبة والحركة الزلزالية، وسيتم تحليل هذه البيانات لفهم أكثر عن تاريخ القمر وتشكله وتطوره.

تعد المهمة إنجازًا كبيرًا للإمارات في مجال الفضاء، حيث تعمل الدولة على تطوير قطاع الفضاء والاستكشاف الفضائي كجزء من خطتها الاستراتيجية لتنويع الاقتصاد وتطوير الابتكار والتقنية.

وتأتي هذه المهمة بعد نجاح مهمة “الأمل”، التي أطلقتها الإمارات في يوليو 2020 لدراسة الغلاف الجوي للمريخ، والتي تمكنت فيها الإمارات من إطلاق المسبار بنجاح إلى المريخ.

ويعتبر الاستكشاف الفضائي مجالًا حيويًا للتطوير العلمي والتكنولوجي، ويمثل تحدّيًا هائلاً للإنسانية، إذ يتطلب تقنيات وأدوات متطورة ومعرفة علمية عالية لاستكشاف الفضاء وفهمه.

ولدى الإمارات رؤية طموحة لتطوير القطاع الفضائي والاستفادة من التقنيات الفضائية في مجالات مختلفة، مثل الزراعة والتنمية المستدامة والاتصالات والتنقل، وتسعى إلى تحقيق ذلك من خلال إطلاق مهام استكشاف فضائية مبتكرة واستثمارات في مجال البحث العلمي والتطوير التكنولوجي.

وتعمل الإمارات بشكل وثيق مع شركاء دوليين في مجال الفضاء، وتتعاون معهم في تنفيذ مهام استكشافية مشتركة وتبادل المعرفة والخبرات والتقنيات.

وتشكل مهمة المستكشف راشد خطوة مهمة في رحلة الإمارات نحو القمر والفضاء، وتعكس التزام الدولة بتحقيق التقدم والتطوير في مجال الفضاء والعلوم الفضائية والتكنولوجيا، وتعزز مكانة الإمارات كدولة رائدة في هذا المجال.