حرائق الغابات في الجزائر: كارثة تتسبب في وفاة 34 شخصًا وخسائر مادية جسيمة

الكارثة التي أثرت على الجزائر وأخذت أرواح 34 شخصًا في تطور محزن، صرحت وزارة الدخلية الجزائرية في بيان لها يوم الثلاثاء، أن حصيلة ضحايا حرائق الغابات في البلاد قد ارتفعت إلى 34 قتيلًا، ومن بينهم 10 جنود عسكريين.

وتأتي هذه التفاصيل القاسية وفي ظل الظروف المناخية الصعبة التي شهدتها الجزائر خلال الفترة الأخيرة.

جنود عسكريين يفقدون أرواحهم في خدمة الوطن

أظهرت تفاصيل البيان أن الجنود العشرة فارقوا الحياة أثناء أداء واجبهم في ولاية “بجاية” شرق البلاد. وقد تسببت قوة الرياح في اشتعال النيران في الغابات بشكل عشوائي وتغير اتجاهها بشكل مفاجئ وغير متوقع، مما جعلها تتجه باتجاه الجنود العسكريين الذين لم يكن لديهم فرصة للهروب.

خسائر مادية تضاف إلى الكارثة

وكما جاء في البيان، لم تقتصر الحرائق على الخسائر البشرية فقط، بل تسببت أيضًا في خسائر مادية كبيرة سواء كانت عامة أو خاصة. فالنيران التي اجتاحت الغابات أتلفت الكثير من الممتلكات والمزارع، مما ترك آثارًا وخسائر فادحة على الاقتصاد والبيئة.

أرواح مدنية تضحى من أجل الحياة

وبينما نتحدث عن الخسائر البشرية، فإن بيان الداخلية الجزائرية كشف عن مأساة عائلة مكونة من ستة أفراد، حيث لقوا حتفهم بسبب هذه الكارثة. الأب والأم وأربعة أولاد برصيد رضيع كانوا جميعًا ضحايا الحرائق، حيث لم تتيح لهم الفرصة للهروب بسبب النيران المشتعلة في الغابات المحيطة بهم.

الجهود الباسلة لمكافحة الحرائق

تُذكر في البيان أن الحماية المدنية مستمرة في مكافحة الحرائق على مستوى 11 ولاية متضررة حاليًا. تم تعزيز أعداد القوات إلى 8000 فرد وتسخير 529 شاحنة من مختلف الأحجام لمكافحة هذه الكارثة. ولمواجهة الحرائق الجارفة، تم استدعاء 10 أرتال متنقلة من الولايات المجاورة للمناطق المتضررة، بالإضافة إلى فرق دعم جمهورية تعمل على تقديم المساعدة اللازمة.

عمليات إطفاء مستمرة رغم التحديات

تواصلت الطلعات الجوية لإطفاء الحرائق باستخدام الطائرات المستأجرة والطائرات ذات السعة الكبيرة من طراز B.E200 التابعة للقوات الجوية للجيش الوطني الشعبي. وقد تمكنت القوات من العمل على مستوى المناطق المتضررة رغم التحديات الكبيرة التي فرضتها الظروف المناخية الصعبة والرياح القوية.

واقعة الحرائق في الجزائر واليونان

يأتي هذا الحادث المأساوي في الجزائر بالتزامن مع حرائق هائلة اشتعلت في الغابات بثماني ولايات مختلفة. وتأتي تلك الكارثة بعد أيام قليلة من وقوع حرائق مماثلة في اليونان، والتي أتت بدورها بسبب ارتفاع درجات الحرارة الشديدة التي وصلت إلى 45 درجة مئوية.