تضامن المدنيين مع الجيش في حالة تدخل عسكري
تضامن المدنيين مع الجيش في حالة تدخل عسكري

تعيش جمهورية النيجر حالة من التوتر والتحشيد العسكري، إذ تستعد لمواجهة تهديد وشيك من قبل دول مجاورة بعد إطاحة جنود متمردين بالرئيس محمد بازوم، يأتي هذا في سياق تصاعد التوترات وعدم الاستقرار في المنطقة، مما يثير مخاوف من اندلاع نزاع إقليمي يمكن أن يؤثر على استقرار دول غرب إفريقيا.

بعد أن تم إطاحة الرئيس محمد بازوم على يد جنود متمردين، أصبحت النيجر تواجه تهديدات متصاعدة من دول مجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إكواس)، وقد أعلنت إكواس نيتها استخدام القوة العسكرية لاستعادة النظام في النيجر وإعادة الرئيس بازوم إلى منصبه، هذا التصعيد الإقليمي قد يؤدي إلى تصاعد المخاطر في المنطقة، وقد دفع بسكان العاصمة نيامي إلى الدعوة لتجنيد جماعي لمتطوعين بهدف مساعدة الجيش في مواجهة هذا التهديد المتزايد.

في إطار هذه التطورات، تقود مبادرة تجنيد متطوعين من قبل سكان محليين في نيامي جهودًا لتجنيد عشرات الآلاف من المتطوعين من جميع أنحاء البلاد، تهدف هذه المبادرة إلى دعم الجيش في مواجهة التهديدات وتقديم الدعم في مجالات متعددة منها الرعاية الطبية والخدمات اللوجستية والهندسية.

مؤسس المبادرة، أمسارو باكو، أكد أن هذه الخطوة تأتي استعدادًا لأي تصعيد محتمل، مشيرًا إلى أهمية تكثيف الجهود للتأهب لأي سيناريو محتمل، من المقرر أن تبدأ حملة التجنيد في الأيام القليلة القادمة، حيث ستشمل عدة مدن، بما في ذلك تلك المحاذية للحدود مع دول مثل نيجيريا وبنين، اللتين أعلنتا استعدادهما للمشاركة في أي تدخل عسكري.

أي مواطن يزيد عمره على 18 عامًا يمكنه التسجيل في قائمة المتطوعين، والتي سيتم تقديمها إلى المجلس العسكري، وعلى الرغم من أن المجلس غير مشارك مباشرة في هذه العملية، إلا أنه على دراية بالمبادرة ويدعمها.

على الجانب الآخر، لا تزال التوترات مستمرة بين النيجر وإكواس، حيث لم تظهر بوادر لحلا سلميًا للأزمة، ورغم أن الجانبين أعربا عن استعدادهما للحوار، إلا أن المجلس العسكري قد وجه اتهامات للرئيس المخلوع بازوم بالخيانة العظمى، مما يعكس تعقيدات الوضع الحالي.

من جهة أخرى، فقد أعلن المجلس العسكري عن انفتاحه على الحوار مع إكواس بعد رفض الكتلة الإقليمية جهود المحادثات، وعلى الرغم من ذلك، جاء في وقت قريب اتهامات من المجلس العسكري للرئيس المخلوع بازوم بالخيانة، وتم استدعاء سفير النيجر من دولة ساحل العاج المجاورة كجزء من هذه السياق.

بينما تستمر التوترات في النيجر والمنطقة المحيطة بها، يتصاعد القلق من تصاعد المخاطر والتهديدات، مما يجعل الوضع يتطلب حلاً سريعًا وفعّالًا لضمان الاستقرار والأمان في المنطقة.

تواجه النيجر تحديات خطيرة تستدعي تعاونًا دوليًا وحلولًا سلمية لتجنب التصعيد وحماية الاستقرار في الإقليم، من الضروري أن تتعاون الأطراف المختلفة على البحث عن حلاً دبلوماسيًا يحقق التوازن بين المصالح ويحقق تطلعات الشعب النيجري في الاستقرار والتنمية.