وزارة الخارجية المصرية تفتح تحقيقًا موسعًا في ملابسات مقتل مساعد الملحق الإداري المصري في سفارتها بالخرطوم
وزارة الخارجية المصرية

تدين وزارة الخارجية المصرية بشدة مقتل مساعد الملحق الإداري المصري في سفارتها بالخرطوم جراء الاشتباكات الجارية في السودان.

وتعرب الوزارة عن حزنها وأسفها لفقدان الفقيد الذي كان في طريقه إلى السفارة لمتابعة مهام إجلاء المواطنين المصريين.

كما تتقدم الوزارة بخالص التعازي لأسرة وذوي الفقيد، راجية من الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.

وتؤكد الوزارة على دعمها وتضامنها مع السودان الشقيق في هذه الظروف الصعبة وتعرب عن أملها في تجاوز الأزمة الراهنة بشكل سلمي وبدون مزيد من الخسائر البشرية.

كما تؤكد الوزارة على أنها ستقوم باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لحماية المواطنين المصريين في السودان وتقديم الدعم اللازم لهم.

من جانبها فقد عبرت الحكومة المصرية عن تضامنها الكامل مع عائلة الفقيد وأسرته ، وأعربت عن أملها في أن تتمكن السلطات السودانية من العثور على الجناة وتقديمهم للعدالة.

ويأتي هذا الحادث في ظل تصاعد حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى في البلاد ، مما أثار قلق المجتمع الدولي بشأن تدهور الوضع الأمني في السودان.

وتستمر الحكومة المصرية في متابعة الأوضاع في السودان عن كثب ، وتدعو جميع الأطراف المعنية إلى ضبط النفس وتجنب العنف والتصعيد ، وتؤكد على أهمية التزام جميع الأطراف بحوار سياسي بناء يسعى إلى تحقيق الاستقرار والتنمية في السودان.

وزارة الخارجية المصرية تعلن بدء إجراءات جديدة

وفقًا للمصادر في “العربية” و “الحدث”، تم التنسيق مع الجانب السوداني لفتح تحقيق في مقتل عضو بالسفارة المصرية نتيجة الاشتباكات.

كما طلبت القاهرة مزيدًا من الإيضاحات حول ملابسات الحادث وسيتم نقل جثة أحد مساعدي الملحق الإداري على متن طائرة مصرية لدفنها في بلاده.

كما أعلنت السلطات المصرية عن تشديد الإجراءات الأمنية حول السفارة المصرية بالتنسيق مع الجانب السوداني، وتأمين عناصر وأعضاء السفارة المصرية خلال الساعات المقبلة.

كما ينسق الجيش السوداني مع الجانب المصري لتأمين تحركات أعضاء البعثة الدبلوماسية المصرية.

أكثر من 420 قتيلا

تُذكر الأحداث الأخيرة التي تجري في السودان بين الجيش الذي يتزعمه عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو. وقد أسفرت هذه الاشتباكات التي بدأت في 15 أبريل الماضي عن مقتل أكثر من 420 شخصًا وإصابة 3700 آخرين، ودفعت عشرات الآلاف من الناس إلى الفرار من مناطق الاشتباكات، سواء باتجاه دولٍ أخرى أو باتجاه تشاد ومصر.

وقد أفادت وزارة الخارجية المصرية يوم الأحد بأنه تم “إجلاء 436 مواطنًا من السودان عبر الإجلاء البري، بالتنسيق مع السلطات السودانية”.

وقد اتهم طرفا النزاع بانتهاك الهدنة واستهداف المدنيين، فيما يُتوقع أن يتجدد القتال مرة أخرى مع تراجع عمليات الإجلاء. وهناك مخاوف من استمرار الحرب وتوسعها، خاصةً مع إصرار البرهان وحميدتي على هزيمة بعضهما البعض.

ومع ذلك، تعمل الجهود الدبلوماسية على تهدئة التوتر والعمل على وقف إطلاق النار وإنهاء النزاع بين الأطراف المتنازعة. وقد دعت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بشكل عام إلى العمل على التهدئة وإيجاد حل سلمي للأزمة في السودان.

وفي هذا الصدد، أعرب وزير الخارجية المصري سامح شكري عن دعم مصر للجهود الدولية لحل الأزمة في السودان ودعا إلى الالتزام بوقف إطلاق النار والعمل على إيجاد حل سلمي للنزاع.

وتأمل الدول المجاورة للسودان، مثل مصر وتشاد وإريتريا وإثيوبيا، في حل الأزمة في السودان بشكل سلمي وتفادي تداعياتها السلبية على المنطقة بأسرها.

يذكر أن العلاقات بين السودان ومصر شهدت توترًا في الأشهر الأخيرة ، حيث اتهمت الخرطوم القاهرة بالتدخل في شؤونها الداخلية ودعم جماعات المعارضة ، فيما اتهمت مصر السودان بدعم جماعات المسلحة في منطقة دارفور.

وفي ختام الزيارة التي استغرقت يومين إلى الخرطوم ، قال الشخصيات الدبلوماسية المصرية إنها بحثت في العديد من المواضيع المشتركة بين البلدين ، بما في ذلك القضايا الإقليمية والدولية ، بالإضافة إلى التحديات التي يواجهها السودان وسبل دعم مسيرته التنموية والسياسية.

وأكدت مصر على دعمها للسودان في الفترة الحالية ، وتأكيدها على أهمية دعم المسار السياسي في السودان ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة الانتقالية في هذا الصدد.